مدرستي يا مدرسة الجنون يامن تبدأين بحرف النون
يا من تأكلين و تشربين معي و تسكنين داخلي و بين العيون
يا من انام و احلم بك و اصحوا مصابا بصرع او جنون
اخترت دخول اسوارك بنفسي ياليتني لم اختر هذا القدر الملعون
يا من تصبحين في الثامنة مكانا على الرعب و السكون
مشكلتي اني تقدمت مرحلتين و اصبحت فيك من الدائمين
و لا سبيل للخلاص منك الا بد سنة او عدة سنون
ما من شي يريحني فيك سوى بعض الزملاء المحبون
عند الظلام تصبحين مقبرة و تصير اسوارك كأسوار السجون
و تخرج الاشباح من كل زاوية و يصير الطلاب غير امنون
و فيك الشعب لا اعرف ما بها شيء يثير الحزن و الشجون
رحلاتها الخشب اصبحت منقرضة ليس الان بل قبل قرون
عند جلوسي عليها اصاب بشلل هذا حالي و حال الجالسون
بين محاضرة و اخرى خمس دقائق بينما نخرج الاساتذة يدخلون
و كل هذا و بعض الاساتذة حتى محاضرتين معا يدمجون
و نحن جالسون ساعتين متتاليتين لا يرفقون بحالنا او يحسون
و فيك الطلاب اصناف متعددة ففيهم المنافقون و فيهم الطيبون
و منهم اذ تكلمت معه كانك تكلم ارسطو او افلاطون
اما الدراسة فيك مزعجة لا طعم لها ولا لون
عند مجيئي اليك تزداد لوعتي حتى اعدائي على حالي اسفون
ففي بدء الدوام اكون منهمكا انا و زملائي على بعض متاكون
و في نصف الدوام افقد توازني و يتغير اسمي من عمر الى حسون
اما نهاية الدوام فأصاب برعشة و يصفر وجهي و تنقلب الجفون
فلا اقوى على المشي ابداً فالاصدقاء على ظهورهم اياي يحملون
عند قبولي فيك كنت في عافية و الان اني ممن للطبيب يرجعون
اصبحت لا اميز بين الولد و البنت و امسيت ارى الاموات يتحركون
شاب رأسي و الاسنان تساقطت و الناس عن سبب هذا يسألون
لا تسالوني و اسألوا من سبقني و اصبحوا قبلي دكاترة و مهندسين
أسالوهم حتى الليل ينجلي و نصبح نحن في عداد المتخرجون
مدرستي انت الحياة و المستقبل لكني كنت معك ممن يمزحون
فسلام اليك غير منقطع يا مدرستي يا مدرسة الجنون[center]