حـــقـــــوق الــجـــــار
إذا أطـلـقـت صـرخـة استغاثة فـي جـوف اللـيـل ، فـإن أول مـن يـهـب
لـنجـدتـك ويـسـرع لإغـاثـتـك هـو جـارك ، قـد لا يـسـمـعـك أخـوك لـبـعــد
داره عـنـك ، ولا يـعـرف مـا حـدث لـك إلا فـيـما بـعــد . إذن أيـن حـقـوق
الـجـــار فـي ذلـك ؟
قـال رسـول الله صلى الله عـليه وسـلم ( مـازال جبـريل يـوصيني بالـجار
حـتى ظـننـت أنـه سـيـورثـه ) .
والـجـيران ثـلاث مـراتـب : جـار لـه حـق واحـد وهـو الجـار الـمـشـرك ..
لـه حـق الـجـوار . وجـار لـه حـقـان وهـو الـجـار الـمـسـلـم .. لـه حـق
الـجـوار وحـق الإسـلام . وجـار لـه ثـلاث حـقـوق وهـو الـذي تـجـمـعــك
بـه صـلـة قـرابـة .... لـه حـق الـجــوار وحـق الإســلام وحـق الـقـرابــة
والـرحــم . إذن مـن يـؤذي جـاره يـكـن قـد أرتـكـب إثـمـاً كـبيـراً ، وذنـبـاً
عـظـيـماً ، قـال صلى اللـه عـليه وسـلم ( واللـه لا يـؤمـن واللـه لايـؤمـن
واللـه لا يـؤمـن ، قـيـل ومـن يـارسـول اللـه ؟ قـال الـذي لا يـأمـن جـاره
بـوائـقـه ) . فـمـن يــؤذي جــاره بـالـقــول أو الـفـعـل لا يـؤمـن إيـمـانـأً
كـامـلاً . فـالـعـاصـي غـيـر كـامـل الإيـمـان .
وقـد سـأل الـصحـابـة رسـول اللـه صـلى اللـه عـليه وسـلـم عـن حـقـوق
الـجـار فـقـال : ( " إن أسـتـقـرضـك أقـرضـتـه ، وإن أسـتـعـانـك أعـنـتـه ،
وإن مـرض عـدتـه ، وإن أحـتـاج أعـطـيـتـه ، وإن أفـتـقـر عـدت عـلـيـه ،
وإن أصـابـه خـيـراً هـنـيـتـه ، وإن أصابـتـه مصـيـبة عـزيـتـه ، وإذا مـات
أتـبـعــت جـنـازتـه ، ولا تـسـتـطـيــل عـلـيـه بـالـبـنــاء ، فـتـحـجــب عـنـه
الــريـح إلا بـإذنــه ، ولا تــؤذيــه بـريـح قــدرك إلا أن تـغــرف لـه ، وإن
اشتريت فـاكـهة فـأهـد لـه ، وإن لـم تـفـعـل فـأدخـلها سـراً ، ولا تُـخرج
بـهـا ولـدك لـيـغـيـظ بـهـا ولـده ") .
سـألـت الـسـيـدة عـائـشـة رسـول اللـه صـلى اللـه عـليه وسـلم فـقـالـت :
( يــا رســول اللـه إن لـي جـاريـن ، فـإلـى أيـهـمـا أهـــدي ؟ قـــال إلـى
أقـربـهـمـا مـنـك بـابـاً )