اليوم ذكرى وفاتي

بتاريخ اليوم وبكآبة هذه الساعة وبسواد هذه اللحظة...
قد فارقتُ الحياة
...واليوم ذكرى وفاتي ...

بالأمس كنت أترقب اليوم ...وبالأمس لم تنم عيني ...
أحسست أنها ستموت مرة اخرى ...
معها مُت ...
وبدونها لم أحيا...

أنا أعيش الآن يوم ذكرى وفاتها ...
وأترقب لحظة إخباري ذاك الخبر المشئوم....

أصبحت أهلع فزعاً بمجرد أن يرن الهاتف في ساعة متأخرة ...
وأتسائل في كل رنة ....
هل مات عزيز آخر ....
وبعد مضي تلك السنين ..

لازال صوت هاتف خبر وفاتها في إذني ...

فذكرى وفاتها هي ذكرى وفاتي...



تجمعي وتراكمي وتعفني بنا..
وإنخري في أرواحنا ...
أيتها الذكريات السلبية المقيتة...


- فلان لازال يتذكر نبرة صوت أباه الحادة وهو يطرده من المنزل ..

- وفلانة تحتفظ بذكري طلاقها على مدى سنوات ... وحتى بعد تغير الظروف تأبى تلك الصورة ان تتحطم ..

- وفلان لم تغب صورة أخاه وهو يصارع المرض ..



أحزاننا أحزان ... وأفراحنا أحزان كذلك ..

- تتذكري يا فلانة يوم زواجك كيف كان جميل ...
( اي لكن ... طول الوقت كنت خايفة ومرعوبة ان ما يطلع مثل ما أريد )

- تتذكر يا فلان سنة تخرجنا من أمريكا كيف كنا فرحانين بنرجع بعد خمس سنوات غربة ...
( قصدك سنة الي جت أبوي الجلطة ...كانت سنة نحس الله لا يعودها )

- تتذكري يا فلانة يوم رزقج الله بالتوأم ...
( الله يهديج ... ما أتذكر إلا التعب والألم وفوق كل هذا السهر الي خلاني اكره عيشتي بذيج الأيام )



غالبية مجتمعاتنا تستمتع بإعادة شريط ذكرياتها المؤلمة..
ونحاول الحفاظ عليها قدر الإمكان ...
وكل حادثة مؤلمة نراها تتجدد في وقت ذكراها ...

خلاف الأحداث الفرحة ...فقليل ما نتذكرها ....
وإن تذكرناها نتذكرها فقط من باب مرورها مرور الكرام ...

وإن أحييناها فسيكون هذا الإحياء ليس بسبب تجدد الفرح ...
هذا إن كان هناك فرح بها في السابق ..!

قد يكون الحزن جزء من حياة كل إنسان ....
لكن إستسلام هذا الإنسان لتكدس هذه الحوادث القديمة وسيطرتها على جزء من ذاكرته أمر سلبي مقيت....

لا توجد حادثة مؤلمة تمر دون أن تترك ترسبات... ولكن ..
هل نتذكر أفراحنا.. وهل لنا أفراح ...
ام مراسيم ومناسبات تأخذ طابع الفرح دون فرح...

لاشك أن كل من يخزن ذكريات مؤلمة ويصر على إسترجاعها من حين لآخر هو إنسان سلبي لاسيما ان أفراحه ليست بأفراح ...

فهل أغلب مجتمعنا سلبي ... نعم قد يكون ..


موفقين ..

يسلمو حياتي على طلتلج الحلوه اي صح مو شرط وهاي نصيحه اعتز بيها يسلمو